الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

شرح عمدة الفقه للشيخ الجبرين 18

🌼الدرس (18) لمتاب شرح عمدة الفقه للشيخ بن جبرين رحمه الله، 

بسم الله الرحمن الرحيم ،

بعون الله لتثبيت وتلخيص ما درسنا ، وقبل أن نبدأ في باب جديد ،
الرجاء قراءة المتن مرة أخرى متواصلاً كما هو مكتوب هنا ،
مع كتابة الراجح من المرجوح للمسائل التي فيها راجح ومرجوح ،
مما يساعد على تثبيت وربط المعلومات ،
والاحتفاظ به وعدم إرساله ، فهو فائدة بإذن الله لمن تجتهد .
رزقنا الله العلم النافع والعمل الصالح المتقبل .

كتاب الطهارة – باب أحكام المياه . 
باب الآنية
(27) (لا يجوز استعمال آنية الذهب والفضة في طهارة ولا غيرها ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ، ولا تأكلوا في صحافها ، فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة »).
(28) (وحكم المضبب بهما حكمهما)
(29) (إلا أن تكون الضبة يسيرة من الفضة) ​
(30) (ويـجوز استعمال سائر الآنية الطاهرة واتخاذها)
(31-32) (و) يـجوز (استعمال أواني أهل الكتاب وثيابهم ما لم تعلم نجاستها)
(33) (وصوف الميتة وشعرها طاهر)
(34) قول صاحب المتن : (وكل جلد ميتة دُبغ أو لم يُدبغ فهو نجس) الراجح من المرجوح
(35) قول صاحب المتن : (وكذلك عظامها) (أي عظام الميتة نجسة ) الراجح من المرجوح
(36) (37)  (وكل ميتة نجسة إلا الآدمي)
(38) (و) ميتة (حيوان الماء الذي لا يعيش إلا فيه) طاهرة
(لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر : « هو الطهور ماؤه، الحِلُّ ميتته ») .
(39) (و) ميتة (ما لا نفس لـه سائلة إذا لم يكن متولداً من النجاسات ) طاهرة .
(ملخص) وعليه فإن جميع ميتات الحيوان الذي ليس له دم سائل طاهرة .
-------------------------------
باب قضاء الحاجة
🍄المتن :(40) (يُستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقول : بسم الله . أعوذ بالله من الخبث والخبائث ،
(((الخبُث بضم الباء : ذكران الشياطين ، والخبائث : إناثهم .)))
ومن الرجس النجس : الشيطان الرجيم)
والدليل على هذا الذكر : ما رواه ابن أبي شيبة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الكنيف قال : "بسم الله ، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ". وسنده ضعيف ،
والكنيف هو موضع قضاء الحاجة في البيوت  ،
(((الكنيف في الأصل : الساتر ، ومنه سمي المرحاض كنيفاً ؛ لأنه يستر من يقضي حاجته)))
وما روي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لا يعجز أحدكم إذا دخل مرفقه أن يقول : « اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث : الشيطان الرجيم » ، وإسناد هذا الحديث ضعيـف جداً .

وما روى البخاري ومسلم عن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : « اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث »  ،
فالأقرب أنه لا يشرع عند دخول الخلاء سوى قول « اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث » لثبوت هذا الذكر وضعف ما سواه .
--------------------------------
🍄المتن : (41) (وإذا خرج قال : غفرانك)
لما روته عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا خرج من الخلاء قال : «غفرانك » .
(((وقد ذكر الخطابي في معالم السنن 1/32 أن الاستغفار هنا قيل : هو من أجل التقصير بهجران الذكر وقت قضاء الحاجة ،                          وقيل : من أجل التقصير في شكر الله عليه بأكل الطعام ثم هضمه ثم تسهيل خروجه .)))
--------------------------------
🍄المتن : (42) ويقول أيضاً إذا خرج من الخلاء (الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني)
لما روي عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال : « الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني » ،
وإسناد هذا الحديث ضعيف ،                               فالأقرب أنه لا تستحب المواظبة في هذا الموضع على هذا الذكر المذكور في حديث أنس ، لضعف إسناده .
(((هذا الذكر وإن كان من فضائل الأعمال ، والجمهور على العمل بالحديث الضعيف في الفضائل ، بل قد حكى النووي في مقدمة الأربعين ، والملا علي القاري في شرح الشفا 2/132 الإجماع على ذلك ، لكن مراد الأئمة بالعمل بالضعيف في الفضائل على ما بين شيخ الإسلام كما في الفتاوى 18/65-68 هو : أن يكون العمل مما قد ثبت أنه مما يحبه الله أو يكرهه ، ثم يرد حديث فيه ضعف فيه بيان ثواب بعض المستحبات ، أو عقاب في فعل بعض المحرمات ، فيروى ويعمل به ، رجاء للثواب وخوفاً من العقاب )))
--------------------------------
🍄المتن : (43) (ويقدم رجله اليسرى في الدخول)
ومن الأدلة على ذلك : أن العلماء أجمعوا على أن الشمال يبدأ بها في الأمور المفضولة ،
ومنها دخول مكان الخلاء ، لأنه مكان أذى .
(((عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره، وفي شأنه كله)))
--------------------------------
🍄المتن : (44) (و) يقدم رجله (اليمنى في الخروج)
ومن الأدلة على ذلك : أن العلماء أجمعوا على أن اليمنى يبدأ بها في الأمور الفاضلة ، والخروج من مكان الأذى منها .
--------------------------------
🍄المتن : (45) (ولا يدخله بشيء فيه ذكر الله تعالى إلا من حاجة)
أي أنه يكره أن يدخل مكان قضاء الحاجة بشيء فيه اسم الله تعالى ،
وقد استدل من قال بهذا القول بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه .
(((قالوا : إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك لأن الخاتم قد نقش عليه «محمد رسول الله».)))
--------------------------------
🍄المتن : (46) (ويعتمد في جلوسه على رجله اليسرى)
وقد استدل لهذا القول بما روي عن سراقة بن مالك رضي الله عنه قال : علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدنا الخلاء أن يعتمد على اليسرى ، وينصب اليمنى .
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الإنسان عند قضاء الحاجة يجلس بحسب ما هو أيسر عليه وأصح لجسمه .
وهذا هو الأقرب ، لضعف الحديث السابق .

قول صاحب المتن  : (ويعتمد في جلوسه على رجله اليسرى) مرجوح
الراجح : أن الإنسان عند قضاء الحاجة يجلس بحسب ما هو أيسر عليه وأصح لجسمه .
-------------------------------
🍄المتن : (47) (وإن كان في الفضاء أبعد واستتر)
أي أن الإنسان إذا كان يقضي حاجته في مكان ليس فيه شيء يستتر به ، كجدار ونحوه ، فإنه يستحب لـه أن يبتعد عن الناس ، وأن يستتر ببدنه كله عن أعين الناظرين ،
والدليل على ذلك : ما رواه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توارى عني فقضى حاجته . رواه البخاري ومسلم .
هذا فيما يتعلق بالبعد وستر البدن كاملاً عن الناس ،
أما ستر العــورة عنهم ـ وهي بالنسبة إلى الرجل من السرة إلى الركبة ـ فهو واجب بالإجماع .
(((بداية المجتهد : الصلاة 2/397 . وروى أحمد (20034) عن بهز عن أبيه عن جده قال : قلت : يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : « احفظ عورتك إلا من زوجتك ، أو ما ملكت يمينك » . قال : قلت : يا رسول الله فإذا كان القوم بعضهم في بعض ؟ قال : « إن استطعت أن لا يراها أحدٌ فلا يرينها» . وإسناده حسن .)))
--------------------------------
🍄المتن : (48) (وارتاد لبولـه موضعاً رخواً)
أي أن الإنسان إذا ذهب لقضـاء الحاجة في الفضاء يبحث عن مكـان غير صلب ليبول فيه ،
والدليل ما روي عن أبي موسى رضي الله عنه قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يـوم فأراد أن يبـول ، فأتى دَمَثاً في أصـل جـدار ، فبال ،
ثم قـال صلى الله عليه وسلم : « إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله موضعاً » ،
(((ومعنى « دَمَثا » : الأرض السهلة اللينة ، كالرمل ونحوه ،
ومعنى « يرتد لبوله » : يبحث عن مكان مناسب يبول فيه .
كما استدل لهذه المسألة بعلة قوية وهي : أن الأرض اللينة أسلم من رشاش البول .
وقد ورد وعيد شديد في شأن من لا يستنزه من بوله ، فقد روى البخاري (216) ، ومسلم (292) عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه مرّ على حائط ، فسمع صوت إنسانين يُعذبان في قبورهما ، فقال : «يعذبان ، وما يعذبان في كبير ».
ثم قال: «بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله ، وكان الآخر يمشي بالنميمة ». )))
وهذا مجمع عليه .
--------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق